جاءت تسمية عام 2024م بـ "عام الإبل" للاحتفاء بالقيمة الثقافية الفريدة التي تُمثلها الإبل في حياة أبناء الجزيرة العربية منذ فجر التاريخ وإلى اليوم؛ إذ كانت هي الوسيلة لاجتياز المسافات وقطع القفار وتخطي وحشة الطريق، وبها استُفتحت القصائد، واختُتمت الحكايات، وتشكلت الصور الشاعرية، وضُربت الأمثال في رفقتها الطويلة للإنسان ووفائها الشديد له. وصولاً إلى وقتنا الراهن الذي تبرز فيه الإبل بوصفها شاهداً حياً على الأصالة، وعنصراً ثقافياً أساسياً من عناصر الهوية السعودية.
منذ تكوين الثقافة العربية وإلى اليوم، والإبل تحظى بمكانة عميقة وعزيزة لدى سكان الجزيرة العربية عبر التاريخ، فهي سفينة الصحراء التي اعتمد عليها أجدادنا في حِلّهم وترحالهم، وهي التي خصّها الله عز وجل بآيةٍ كريمةٍ تؤكّد مكانتها الراسخة في وجدان العرب الأوائل، حين قال عزّ من قائل: "أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت"، وذلك للدلالة على ما للإبل من خصائص فريدة تستدعي التأمل والتدبّر. وعلى هذا الدرب نحن سائرون في تقديرنا واعتزازنا بالقيمة الاعتبارية الكبرى للإبل في ثقافتنا العربية، يقودنا الإدراك الواضح بأن للثقافة دوراً مهماً ينبغي أن تؤديه لكي تُعبّر وتوثّق وتُفسّر العلاقة الوثيقة التي تربط الإنسان العربي بجملِهِ منذ القدم، وما طال هذه العلاقة من نمو وازدهار إلى أن وصلنا إلى وقتنا الراهن الذي تنعم فيه الإبل بالرعاية والاهتمام من لدن خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله، ومن المجتمع السعودي بمختلف شرائحه. لقد أولت وزارة الثقافة تحت مظلة رؤية السعودية 2030 عناية كبيرة بالعناصر الثقافية المؤسِّسة للهوية السعودية، واحتفت بها، وعزّزت من حضورها في حياتنا المعاصرة، محليا...
تأصيل المكانة الراسخة للإبل، وتعزيز حضورها
محلياً ودولياً، باعتبارها موروثاً ثقافياً أصيلاً،
ومكوناً أساسياً في البناء الحضاري.
إحياء حضور الإبل بوصفها أيقونة ثقافية تمثّل
الهوية السعودية وتعكس قيمها الأصيلة، والتعريف
بقيمتها الثقافية، والتاريخية، والحضارية.